responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 135

دعوة سلطان مثل المعتصم ، فصبر السميسر إلى أن ركب السلطان متوجّها إلى الدعوة ، فوقف له في الطريق ، فلمّا حاذاه رفع صوته بقوله : [البسيط]

يا أيها الملك الميمون طائره

ومن لذي مأتم في وجهه عرس

لا تفرسنّ طعاما عند غيركم

إنّ الأسود على المأكول تفترس

فقال المعتصم : صدق والله ، ورجع من الطريق ، وفسد على الرجل ما كان عمله.

ونظير هذه الحكاية [١] أن عبّاد بن الحريش كان قد مدح رجلا من كبار أصبهان أرباب الضيع والأملاك والتبع الكثير ، فمطله بالجائزة ، ثم أجازه بما لم يرضه ، فردّه عليه ، وبعد ذلك بحين عمل الرجل دعوة غرم عليها ألوف دنانير كثيرة لأبي دلف القاسم بن عيسى العجلي على أن يجيء إليه من الكرج ، ووصل أبو دلف ، فلمّا وقعت عين عبّاد عليه وهو يساير بعض خواصّه أومأ إلى ذلك السائر وأنشد بأعلى صوته : [مجزوء الخفيف]

قل له يا فديته

قول عبّاد : ذا سمج

جئت في ألف فارس

لغداء من الكرج

ما على النّفس بعد ذا

في الدناءات من حرج

فقال أبو دلف ، وكان أخوف الناس من شاعر : صدق والله ، أجيء من الكرج إلى أصبهان حتى أتغدّى بها؟ والله ما بعد هذا في دناءة النفس من شيء. ثم رجع من طريقه ، وفسد على الرجل كل ما غرمه ، وعرف من أين أتي. وتخوف أن يعود عبّاد عليه بشرّ منها ، فسيّر إليه جائزة سنيّة مع جماعة من أصحابه ، فاجتمعوا به ، وسألوه فيه ، وفي قبول الجائزة ، فلم يقبل الجائزة ، ثم أنشد بديها : [السريع]

وهبت يا قوم لكم عرضه

فقالوا : جزاك الله تعالى خيرا! فقال :

كرامة للشّعر لا للفتى

لأنه أبخل من ذرّة

على الذي تجمعه في الشّتا

انتهى.

وذكر أبو الصّلت أمية بن عبد العزيز الأندلسي ما معناه [٢] : أنه عزم بمصر هو ورفقة له


[١] انظر البدائع ج ٢ ، ص ١٤٩.

[٢] انظر بدائع البداءة ج ، ص ١٥١.

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست