responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 136

على الاصطباح ، فقصدوا بركة الحبش ، في وقت ولاية الغبش ، وحلّوا منها روضا بسم زهره ، ونسم عطره ، فأداروا كؤوسا ، تطلع من المدام شموسا ، وعاينوها نجوما ، تكون لشياطين الهموم رجوما ، فطرب حتى أظهر الطرب نشاطه ، وأبرز ابتهاجه وانبساطه ، فقال : [المنسرح]

لله يومي ببركة الحبش

والجوّ بين الضياء والغبش

النّيل تحت الرياح مضطرب

كصارم في يمين مرتعش

ونحن في روضة مفوّفة

دبّج بالنّور عطفها ووشي [١]

قد نسجتها يد الغمام لنا

فنحن من نورها على فرش

فعاطني الراح إنّ تاركها

من سورة الهمّ غير منتعش

وأسقني بالكبار مترعة

فهنّ أروى لشدّة العطش

فأثقل الناس كلّهم رجل

دعاه داعي الصّبا فلم يطش

وهذا أبو الصّلت أمية من كبراء أدباء الأندلس العلماء الحكماء ، وقد ترجمناه في الباب الخامس في المرتحلين من الأندلس إلى المشرق.

وقال رحمه الله تعالى : كنت مع الحسن بن علي بن تميم بن المعز بن باديس بالمهدية في الميدان ، وقد وقف يرمي بالنشاب ، فصنعت فيه بديها : [السريع]

يا ملكا مذ خلقت كفّه

لم تدر إلّا الجود والباسا

إنّ النجوم الزّهر مع بعدها

قد حسدت في قربك الناسا

وودّت الأملاك لو أنها

تحوّلت تحتك أفراسا [٢]

كما تمنّى البدر لو أنه

عاد لنشّابك برجاسا [٣]

وصنع الوزير أبو جعفر أحمد الوقشي وزير الرئيس أبي إسحاق بن همشك صهر الأمير أبي عبد الله محمد بن مردنيش في غلام أسود في يده قضيب نور بديها : [الوافر]

وزنجيّ أتى بقضيب نور

وقد زقّت لنا بنت الكروم

فقال فتى من الفتيان صفها

فقلت الليل أقبل بالنجوم [٤]


[١] مفوّفة : مزركشة. ودبّج : زوّق. ووشي : زين ونقش وحسّن بالألوان.

[٢] في ب : «وودّت الأفلاك ..».

[٣] البرجاس : هدف يوضع على شيء مرتفع ليرمى جمع براجيس.

[٤] في ه : «فقال فتى من الفتيان صفه».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست