وقال الفقيه أبو الحجاج يوسف بن محمد البياسي المؤرخ الأديب ، المصنّف الشهير ، وكان حافظا لنكت الأندلسين حديثا وقديما ، ذاكرا لفكاهاتهم التي صيرته للملوك خليلا ونديما [٣] ، في صبيّ من أعيان الجزيرة الخضراء ، تهافت في حبّه جماعة من الأدباء والشعراء.
وكان من القوم الذين هاموا بالمذكور ، وقاموا فيه المقام المشهور ، أديب يقال له الفار ، فتسلّط على البياسي حتى سافر من الجزيرة وكان يلقّب بالقط [٤] : [الطويل]
عذرت أبا الحجّاج من ربّ شيبة
غدا لابسا في الحب ثوبا من القار
وألجأه الفأر المشارك للنوى
ولم أر قطّا قبله فرّ من فار
وله : [الخفيف]
قد سلونا عن الذي تدريه
وجفوناه إذ جفا بالتّيه
وتركناه صاغرا لأناس
خدعوه بالزّور والتّمويه
لمضلّ يسوقه لمضلّ
وسفيه يقوده لسفيه
وله ، وقد كتب إلى بعض أصحابه يذكّره بالأيام السوالف [٥] : [الوافر]