وسار [١] إلى المحبوب ، وكان كثير الاجتماع به في جنّة لوالده على وادي العسل ، فقال[٢] : [مجزوء الرجز]
جنّة وادي العسل
كم لي بها من أمل
لو لم يكن ذبابها
يمنع ذوق العسل
قال ابن سعيد : ولمّا التقينا بتونس بعد إيابي من المشرق ، وقد ولج ظلام الشّعر [٣] على وجهه المشرق ، قلت لأبي الحجاج مشيرا إلى محبوبه ، وقد غطى هواه عنده على عيوبه : [السريع]
خلّ أبا الحجّاج هذا الذي
قد كنت فيه دائم الوجد
وانظر إلى لحيته واعتبر
ممّا جنى الشّعر على الخدّ
والله سبحانه يسمح للجميع ، في هذا الهزل الشنيع ، ويصفح عنّا في ذكره ، إنه مجيب سميع.
وقال صاحب «البدائع» [٤] ركب الأستاذ أبو محمد بن صارة مع أصحاب له في نهر إشبيلية في عشية سال أصيلها على لجين الماء عقيانا ، وطارت زواريقها في سماء النهر عقبانا ، وأبدى نسيمها من الأمواج والدارات سررا وأعكانا ، في زورق يجول جولان الطّرف ، ويسودّ اسوداد الطّرف ، فقال بديها : [الوافر]