ولمّا هرب العلج [٢] إلى سبتة أحسن إليه القائم بها أبو العباس الينشتي [٣] فلم يقنع بذلك الإحسان ، وكان يأتي بما يوغر صدره ، فقال يوما في مجلسه : رميت مرة بقوس ، فبلغ السهم إلى كذا ، فقال ابن طلحة لشخص بجانبه : لو كان قوس قزح ما بلغ إلى كذا ، فشعر بقوله ، فأسرّها في نفسه ، ثم بلغه أنه هجاه بقوله : [الوافر]
سمعنا بالموفّق فارتحلنا
وشافعنا له حسب وعلم
ورمت يدا أقبّلها وأخرى
أعيش بفضلها أبدا وأسمو
فأنشدنا لسان الحال فيه
يد شلا وأمر لا يتمّ
فزاد في حنقه [٤] ، وبقي مترصدا له الغوائل ، فحفظت عنه أبيات قالها وهو في حالة استهتار في شهر رمضان ، وهي : [الوافر]