responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 124

وفي عصركم من يهتدي إلى ما لم يهتدوا إليه؟ فأهوى له شخص له قحة وإقدام ، فقال : يا أبا جعفر ، فأرنا برهان ذلك ، ما أظنك تعني إلّا نفسك ، فقال : نعم ، ولم لا؟ وأنا الذي أقول ما لم يتنبّه [١] إليه متقدّم ، ولا يهتدي لمثله متأخّر : [السريع]

يا هل ترى أظرف من يومنا

قلّد جيد الأفق طوق العقيق

وأنطق الورق بعيدانها

مرقصة كلّ قضيب وريق

والشمس لا تشرب خمر الندى

في الأرض إلّا بكؤوس الشقيق

فلم ينصفوه في الاستحسان ، وردّوه في الغيظ إلى أضيق مكان ، فقلت له : يا سيدي ، هذا هو السحر الحلال ، فبالله إلّا ما زدتني [٢] من هذا النمط ، فقال : [الوافر]

أدرها فالسماء بدت عروسا

مضمّخة الملابس بالغوالي

وخدّ الروض حمّره أصيل

وجفن النهر كحّل بالظّلال

وجيد الغصن يشرق في لآل

تضيء بهنّ أكناف الليالي

فقلت : زد وعد ، فعاد والارتياح قد ملك عطفه ، والتّيه قد رفع أنفه ، فقال : [السريع]

لله نهر عندما زرته

عاين طرفي منه سحرا حلال

إذ أصبح الطّلّ به ليلة

وجال فيه الغصن شبه الخيال [٣]

فقلت : زد ، فأنشد : [الوافر]

ولمّا ماج بحر الليل بيني

وبينكم وقد جدّدت ذكرا

أراد لقاءكم إنسان عيني

فمدّ له المنام عليه جسرا

فقلت : إيه ، فقال : [الوافر]

ولمّا أن رأى إنسان عيني

بصحن الخدّ منه غريق ماء

أقام له العذار عليه جسرا

كما مدّ الظلام على الضياء

فقلت : أعد ، فأعاد ، وقال : حسبك لئلّا تكثر عليك المعاني ، فلا تقوم بحقّ قيمتها ، وأنشد : [الكامل]


[١] في ه : «ما لم ينته إليه متقدم».

[٢] في ه : «إلا ما زدتنا».

[٣] في ه : «إذ صبح الظل به ليلة».

نام کتاب : نفح الطّيب نویسنده : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    جلد : 4  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست