من سلك بغيره هلك ، وكذلك يجري لأئمّة الهدى واحداً بعد واحد ، جعلهم الله أركان الأرض أن تميد ـ أي : تميل وتتحرك ـ بأهلها ، وحجّته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى.
وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كثيراً ما يقول : «أنا قسيم الله بين الجنّة والنار ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا صاحب العصا والميسم ، ولقد أقرّت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقرّوا به لمحمّد 6 ، ولقد حملت على مثل حمولته وهي حمولة الربّ ، وإنّ رسول الله 6 يُدعى فيُكسى واُدعى فاُكسى ، ويستنطق واُستنطق فأنطق على حدّ منطقه.
ولقد اُعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي ، علّمت علم المنايا والبلايا ، والأنساب وفصل الخطاب ، فلم يفتني ما سبقني ، ولم يعزب عنّي ما غاب عنّي ، اُبشّر بإذن الله واُؤدي عنه ، كل ذلك من الله مكّنني فيه بعلمه» [١].
[١] الكليني في الكافي ١ : ١٩٦ / ١ (باب أنّ الأئمة هم أركان الأرض) ، بصائر الدرجات : ٢٢١ ، علل الشرائع : ١٦١.