وأقام هنالك حتى أصبح. ودخل مكة / لابسا خلعة السلطان الملك المؤيد ، وذلك [١] صبيحة يوم الأربعاء السادس والعشرين من شوال من السنة المذكورة ، وطاف بها بالبيت ، وقريء توقيعه بالحطيم ، وكان يوما مشهودا ، ونادى بالأمان للمعاندين خمسة أيام ، فتوجهوا إلى جهة اليمن.
[مناهضة الأشراف للحسن سنة ٨٢٠ ه]
ثم إن الشريف رميثة اجتمع بعمه الشريف حسن في الشرق [٢] ، وتصالحا. فدخل مكة ، فتغير عليه القواد ، وقاموا بنصرة ذوي رميثة بن أبي نمي ، وهم أولاد أحمد بن ثقبة بن رميثة ، وأولاد علي بن مبارك ، وأعلنوا بالسلطنة لثقبة بن أحمد بن ثقبة ، وميلب بن علي بن مبارك ، وجعلوا لكلّ منهما نوابا بجدة [٣].
فجهز عليهم الشريف حسن ، فهربوا من جدة ، وقصدوا مكة ، وتحاربوا فيها مع نائب الشريف حسن مفتاح الزفتاوي [٤] وقتلوه ، وقتلوا جماعة معه ، ثم فرّوا إلى العدّ من جهة اليمن في النصف من شوال سنة
[٢] وذلك سنة ٨٢٠ ه. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٣١ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٤١ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ١٢١. والشرق : بلد لبني أسد جهة نجد. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٣ / ٣٣٧.
[٤] وهو مفتاح الزفتاوي الحسني ، فتى الشريف حسن بن عجلان ونائبه على مكة المكرمة. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٧ / ٢٦٤ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١٠ / ١٦٦ ، ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣١١ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٥٤٥.