يسيرة ، وخرج إلى مصر ، ولحقه علي بن عجلان ، واستخلف على مكة أخاه محمد بن عجلان [١] مع العبيد ، فقبض على عنان بمصر ، وسجن بالإسكندرية مع جماز الحسيني [٢] صاحب المدينة ، وعلي بن مبارك ابن رميثة ، وولديه. وذلك في الأواخر من سنة سبعمائة وخمس وتسعين. ثم نقل عنان إلى مصر سنة ثمانمائة وأربع. وحصل له مرض ، اقتضى ابطال بعض جسده ، فعولج لذلك باضجاعه في محل حمي بالنار لتصل [٣] الحرارة إلى أعضائه فتقوى. وكان أثر النار الذي أضجعوه فيه شديدا ، فاحترق ، ومات يوم الجمعة غرة ربيع الأول ، وقيل ثانيه سنة ثمانمائة وخمسة ، عن ثلاث وستين سنة.
وكان شجاعا مقداما ، جوادا كريما ، اتفق أنه أجاز الجمال محمد بن الحسن بن العليف المكي [٤] ـ وقد مدحه بقصيدة بثلاثين
[١] الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٢١٠ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٣٨٤.
[٢] جماز بن هبة الحسيني. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٦ / ٤٤٠ ، الدليل الشافي ١ / ٢٥٠ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ٧٨ ، المقريزي ـ السلوك ٣ / ٣ / ١٠٩٧.