مع نائب من قبل صاحب مصر [١]. فاتفق أن خرج ناس منهم إلى جهة منى ، فكمن لهم أبو نمي في تلك الناحية ، وهجم عليهم وقتل أميرهم ، ثم نادى مناديه : من قتل رجلا فله فرسه وسلبه ، فصكت [٢] العرب بالترك ، وأخذوا خيلهم وسلاحهم. ثم دخلوا مكة وصدقوا معه ، فكسروا ما وجدوه بمكة من العسكر ، وفرّ من فرّ إلى مصر.
فلما بلغ ذلك صاحب مصر [٣] جهز جيشا كثيفا ، وأراد أن يسير [٤] بنفسه ، فعدله بعض الصالحين عن ذلك ، ومنعه [٥]. وأدركته مكاتيب الشريف وهداياه ، وهو يعتذر إليه ، فقبل عذره ، وأمّره على مكة [٦].
ثم في سنة ستمائة وثمان وثمانين وليها جماز بن شيحة بمفرده [٧]. وخرج منها أبو نمي ، وذلك بمعاونة أمير مكة من جهة قلاوون [٨] صاحب مصر. وخطب لجماز بمكة ، وضربت السكة باسمه.
[١] كان السلطان قلاوون الصالحي / المنصور ٦٧٨ ـ ٦٨٩ ه. انظر : العلائي ابن دقماق ـ الجوهر الثمين ٢٩٥ ـ ٣٠٩.
[٧] كان ذلك سنة ٦٨٧ ه كما ذكره الفاسي ، وابنا فهد. انظر : شفاء الغرام ٢ / ٣٢٠ ، اتحاف الورى ٣ / ١١٨ ، غاية المرام ٢ / ١١١.
[٨] السلطان السابع من سلاطين المماليك الجراكسة. اشتهر بمقاومة الصليبين والتتار. واهتم بالمماليك البرجية. وأبطل كثيرا من المظالم. انظر : ابن دقماق العلائي ـ الجوهر الثمين ٢٩٥ ـ ٣٠٩.