ثم عاد أبو نمي ، وتفرد بها. ودامت ولايته إلى أن مات [١] كما سيأتي.
[فتنة الثنية بالشبيكة سنة ٦٨٩ ه]
وفي سنة ستمائة وتسع وثمانين : وقع بين الشريف أبي نمي ، وبين الحجاج فتنة [٢] بالثنية من الشبيكة. وانتهى الأمر إلى أن هجموا على مكة ، وشهر بالحرم الشريف أكثر من عشرة آلاف سيف ، وقتل من الفريقين نحو أربعين نفسا من جملتهم ولد للشريف أحمد بن قتادة ، أصيب بسهم [٣] ، وأما الجرحاء فكثير ، ونهبت أموال الناس.
[نزول أبي نمي لولديه عن الولاية ووفاته]
واستمر أبو نمي (يحكم مكة) [٤] منفردا بمكة إلى سنة سبعمائة وواحد [٥].
فلما كان شهر صفر منها : نزل الشريف أبو نمي عن مكة لولديه : الشريف حميضة ويلقب معز الدين. والشريف رميثة ولقبه أسد الدين. وكان ذلك قبل وفاته بيومين ، فإنه دعى لهما على زمزم يوم الجمعة ثاني يوم [صفر ، وكانت وفاته يوم الأحد رابع صفر من السنة
[١] الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٥٦٢ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١١٩ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٢٠.
[٢] انظر عن هذه الفتنة : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٣ / ٣١٧ ، المقريزي ـ السلوك ١ / ٣ / ٧٦ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ١٢٠.