وفي سنة ستمائة وأربعين توفي الخليفة المستنصر[١]. فولي الخلافة ابنه المستعصم بالله[٢] وهو آخر الخلفاء العراقيين.
واستمر [هذا الخليفة][٣] إلى أن قتله التتار سنة ستمائة وست وخمسين [٤] هو وغيره من المسلمين ، وحديثهم يأكل الحديث ، وهي واقعة مشهورة ، كانت من مصائب الدهر.
واستمرت الدنيا بلا خليفة إلى سنة تسع وخمسين وستمائة.
والحاصل أن الخلفاء بني العباس البغداديين سبعة (وثلاثون رجلا ، أولهم السفاح ، وآخرهم المستعصم ، ومدتهم خمسمائة وأربعة وعشرون) [٥] سنة إلا يوما واحدا.
وقد أفرد العلامة جلال الدين السيوطي تاريخا للخلفاء [٦] ، فلا حاجة لنا إلى ذكرهم هنا.
ثم صار بعد قتل هذا الخليفة الملك لصاحب [٧] مصر. ووافق زمن المستعصم أن كان السلطان بمصر المعز [٨] لدين الله من الأتراك
[١] المستنصر بالله أبو جعفر منصور بن الظاهر بأمر الله. السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٤٦٣.
[٢] المستعصم بالله أبو أحمد عبد الله بن المستنصر. السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٦٤.