ووقعت له مع والده حكاية غريبة جدا ، نقلها عنه الزنجاني [١] وزير أبيه ، قال :
كان أبو عزيز بالحرم مع الأشراف ، فهجم ولد لابنه الحسن ، وترامى عليه [٢] في حجره ، وإذ أبوه الحسن [٣] يشتد في أثره ، ثم ألقى يده في شعره ، وجذبه إليه من حجر جده.
فاغتاظ أبو عزيز فقال : «هكذا ربيتك ، ولهذا ادخرتك؟!».
فقال حسن : «ذاك الإدلال [٤] أوجب هذا الإذلال [٥]».
فقال أبو عزيز : «ليس هذا بإدلال ، ولكنه إذلال».
فانصرف حسن بولده ، وعمل فيه ما اقتضاه طبعه.
فالتفت أبو عزيز إلى الشرفاء ، وقال : «والله لا أفلح هذا [٦]».
فما مر إلا قليلا حتى قتل أباه ، ووقع ما وقع ـ انتهى.