هذا الجواب : أن الناصر لما بلغه ذلك كتب إليه : «أما بعد ، فإذا نزع الشتاء جلبابه [١] ، ولبس الربيع أثوابه ، قابلناكم بجنود لا قبل لكم بها ، ولنخرجنكم منها أذلة وأنتم صاغرون [٢]».
قال : فلما أحس السيد قتادة بالشر ، كتب إلى بني عمه الحسينيين بالمدينة يستنجدهم ، ومن جملة كتابه [٣] قوله :
بني عمنا من آل موسى وجعفر
وآل حسين كيف صدكم عنا
بني عمنا إنا كأفنان دوحة
فلا تتركونا يجتني الفنا فنّا
إذا ما أخ خلّى آخاه لآكل
بدا بأخيه الأكل ثم ثنّا
فلما أقبلت الجيوش الناصرية ، أتته بنو حسين ، فكسروها ، وبدّدوا شملها.
فلما رأى الخليفة الناصر شدة بأسه ، مدحه على سيرته ، وأولاه صفاء سريرته ، وأقطعه قرى متعددة».
[٤] عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب. وفي قوله كما ترى مبالغة كبيرة. فقتادة كان يحارب بني عمه من آل حسين ، بل وقطع تمر سالم بن قاسم الحسيني جميعه ، وكثيرا من نخل المدينة سنة ٦١٢ ه. انظر مثلا : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٠.