«أن في سنة ستمائة وإحدى عشرة ، حجّ الملك المعظم عيسى ابن [الملك][٢] العادل أبي بكر بن أيوب [٣] ، ولما وصل إلى مكة تلقاه شريفها السيد قتادة ، فقال له المعظم : أين ننزل؟!. فقال له : هناك ـ وأشار بسوطه إلى الأبطح ـ. فاستنكر ذلك منه المعظم ، لأن صاحب المدينة [٤] أنزل المعظم في داره ، لما ورد المدينة المنورة ، وسلم إليه مفاتيح المدينة ، وبالغ في خدمته.
ولذلك لما حارب صاحب المدينة الشريف قتادة ، أعانه الملك المعظم المذكور بجيش حاربه به» ـ انتهى ـ.
[١] عبد القادر الطبري في كتابه الأساطين في حج السلاطين. وانظر : أبو شامة ـ الذيل على الروضتين ٨٧ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٦ / ٢١١ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٧٣ ، العقد الثمين ٧ / ٤٢ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٣ / ٦٧.
[٣] هو شرف الدين عيسى بن محمد الحنفي الفقيه صاحب دمشق. جمع بين العلم والشجاعة والحزم مع ظلم وشرب مسكر. توفي سنة ٦٢٤ ه. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ١٢ / ١٩٥ ، ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٣ / ٤٩٤ ـ ٤٩٦ ، مفرج الكروب في أخبار بني أيوب ٤ / ٢٠٨ ـ ٢٢٤ ، ابن العماد ـ شذرات الذهب ٥ / ١١٥ ـ ١١٦ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٢٠ ـ ١٢٢.