وفي سنة خمسمائة واثنتين وسبعين : أبطل السلطان صلاح الدين المكوس المأخوذة من الحجاج في البحر عن طريق عيذاب [٥]. وكان من لم يؤده بعيذاب يؤخذ منه بجدة ، وهو سبعة دنانير مصرية على كل إنسان. وكان يأخذ ذلك أمير مكة.
وكان سبب إبطاله : أن في هذه السنة حج الشيخ علوان الأسدي الحلبي [٦]. فلما وصل جدة طولب بذلك ، فأبى أن يسلم لهم شيئا ، وأراد الرجوع وترك الحج ، فلاطفوه ، وبعثوا إلى صاحب مكة وكان الشريف مكثر بن عيسى ، فأمر بإطلاقه ومسامحته. فلما طلع مكة اجتمع به ، واعتذر إليه بأن مدخول مكة لا يفي بمصالحنا ، وهذا هو
[٥] انظر في ذلك : ابن جبير ـ الرحلة ـ دار الهلال ـ بيروت ٤٨ ـ ٤٩ ، أبو شامة ـ ذيل الروضتين ٢ / ٣ ـ ٤ دار الجيل ـ بيروت ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٥٣٨ ـ ٥٣٩. وعيذاب : بليدة على ضفة بحر القلزم (البحر الأحمر ، كانت مرسى المراكب التي تقدم من عدن الى الصعيد بمصر. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٤ / ١٧١ ، ابن جبير ـ الرحلة ٤١ ـ ٤٢.
[٦] أبو عبد الله علوان بن عبد الله بن علوان الأسدي الحلبي. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٥٣٩.