وسبعين ، فعزله الناصر [١] العباسي ، فوليها أخوه مكثر بن عيسى [٢] ، واستمر إلى الموسم ، ثم عزل. وجرى بينه وبين طاشتكين [٣] أمير الحج العراقي حرب شديد ، كان الظفر فيها لطاشتكين. وتحصن مكثر بحصنه على جبل أبي قبيس بعد نهب الحاج ، وأخذ أموالهم. فدخل طاشتكين مكة ، وأخرجه من الحصن قهرا. فهرب ، ونهبت مكة ، وأحرقت بها دور كثيرة.
فلما استقر الحال سلم طاشتكين البلد لقاسم بن مهنا [٤].
فولي مكة قاسم بن مهنا الحسيني أمير المدينة في الموسم من السنة المذكورة [٥].
فاستمر بمكة نحو ثلاثة أيام ، وكان عقد له الخليفة المستنصر [٦] العباسي ، فرأى عجزه عن القيام بإمرة مكة ، فراجع في ذلك طاشتكين.
فولي مكة داود بن عيسى السابق ذكره ، بأمر طاشتكين ، وأمر
[١] وهذا وهم من السنجاري. فالناصر ولي الخلافة سنة ٥٧٥ ه بعد وفاة المستضيء. فعزله كان بأمر المستضيء. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٩ / ١٤٨ ، ابن الجوزي ـ المنتظم ١٠ / ٢٥٩ ـ ٢٦١.
[٢] انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٧ / ٢٧٥ ، شفاء الغرام ٢ / ٣٦٧ ـ ٣٦٨.
[٣] وهو مجير الله طاشتكين بن عبد الله المقتفوي. توفي سنة ٦٠٤ ه. انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٦ / ١٩٠. وانظر الخبر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٥٣٦ ـ ٥٣٨ ، ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٩ / ١٣٧ ـ ١٣٨ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٥٣٥ ، ٥٣٩ ـ ٥٤١.
[٤] الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٦٨ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٥٤٠ ، ٥٤٤ ـ ٥٤٧.