وبذل لهم المقتدر [١] في الحجر مالا جزيلا ، فأبوا أن يردوه. ولما أيسوا من حج الناس إليه ، أرسلوه مع سنبر بن الحسن [٢] القرمطي.
فدخل به مكة يوم النحر نهار الثلاثاء عاشر ذي الحجة الحرام سنة ثلاثمائة وتسع وثلاثين ، فحضر أمير مكة يومئذ وهو أبو جعفر محمد بن الحسن ابن عبد العزيز العباسي من قبل الإخشيدية ، فأخرج سنبر الحجر من سفط كان معه ، وعليه ضباب [٣] فضة لشظايا وقعت فيه ، فوضعه بيده في محله ، [وقال : «أخذناه بأمر الله عزوجل ، ورددناه بقدرة الله سبحانه وتعالى». وقيل أن الذي وضعه في محله) [٤] حسن بن المزوق [٥] البناء ـ والله أعلم.
ففرح المسلمون وقبلوه ، وكان يوم عيد أكبر [٦] ، ولله درّ من قال :
فقلت ومن يملك شفاها مشوقة
إذا ظفرت يوما بمنيتها القصوى /
[١] والذي بذل لهم مالا لرد الحجر بجكم التركي أمير الأمراء في بغداد زمن الراضي والمتقي. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٣٣٩ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٢١.
[٢] أبو محمد سنبر بن الحسن كان من خواص القرمطي ووزرائه. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٦ / ٢٦٨ ، ابن مسكويه ـ تجارب الأمم ٣ / ١٢٧.
[٥] في (أ) «حسين بن المزوق». وفي (ج) «حسن بن المرزوق». وفي (د) «حسن بن مرزوق». والاثبات من (ب) والمصادر. انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٣ / ٣٠٢ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٣٩٥ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣١٣ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٢٤٢.