وأراد المقام فما وجده [١] ، وكان بعض السدنة أخفاه ، فتألم لفقده.
وكان ممّن قتله صاحب مكة وهو ابن محارب [٢]. ونهب الأموال وسبى النساء والذراري ، وأخذ ما في خزانة الكعبة من الأموال والذهب والفضة.
وأخذ كسوة الكعبة وقسمها على أصحابه ، وهدم قبة زمزم.
وأقام بمكة أحد عشر [٣] يوما ، وقيل ستة أيام. ثم انصرف إلى هجر [٤] ، وأخذ الحجر الأسود معه ، فمات تحته أربعون هجينا ، وقيل مائة ، وقيل أزيد. وعلقه [٥] بمسجده بهجر ، وقيل بمسجد الكوفة ، يستجلب الناس به ليحجوا ذلك المسجد عوضا عن الكعبة ، فأبى الله تعالى [٦]. وبقي موضع الحجر خاليا يلتمسه [٧] الناس.
قال ابن الأثير [٨] : «ورمى الله سبحانه وتعالى القرمطي بمرض في جسده ، حتى تقطعت أوصاله إربا إربا».
[٨] ذكر ابن الأثير أنه في رمضان سنة ٣٣٢ ه مات أبو طاهر الهجري رئيس القرامطة. أصابه جدري فمات. الكامل في التاريخ ٦ / ٢٩٩ ، وكذلك ذكر ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩ ، والذهبي ـ سير ١٥ / ٣٢٥. ولكنه في المطبوع خطأ مطبعي (٣٠٢ ه).