أقول [٢] : وقد كنت أنا في ابتداء نشوتي داخلني بعض نفور ، لأمور أدركتها من الناس ، فاتفق أني رأيت كأني راكب على دابة ، أريد الخروج من مكة ، فلحقني رجل ، وسألني عن توجهي ، فقلت له : «إني أريد الخروج من هذه البلدة» ، وذكرت له ما في نفسي. فقال لي : «أسألك ، هل علم الله ما علمته من أهلها أم لا؟. فقلت : «بلى».
فقال لي : «إذا علمه الله (فما يسعك أنت) [٣] أن تتحمل؟».
وردني [٤] إلى البلد. فانتبهت ، وحمدت الله تعالى. وعاهدت الله أن لا تنفر نفسي من أحد إلا بمقتضى الشرع ـ والله الموفق.
رجع :
ثم ان القرمطي أمر بإلقاء الموتى في زمزم [٥] ، وما في مكة من آبار.
وأراد قلع الميزاب ، فأطلع قرمطيا ليقلعه ، فجاءه سهم غرب من أبي قبيس (فصكه ، فسقط إلى الأرض) [٦] / فأهلكه. فأصعد القرمطي رجلا آخر ، فلما وقف بإزاء الميزاب زلقت رجله ، فسقط إلى الأرض ، فأمر آخر بالصعود لقلعه ، فامتنع أصحابه ، فتركه رغما.