يا أمير المؤمنين ، إن أهل حرم الله تعالى ، وجيران بيته ، وألّاف [٢] مسجده ، وعمرة بلاده [٣] قد استجاروا بعزّ [٤] معروفك ، من سيل تراكمت أخرياته [٥] في هدم البنيان ، وقتل الرجال والنسوان ، واجتاح [٦] الأموال [٧] ، وجرف الأثقال ، حتى ما ترك طارفا ولا تالدا [٨] ، للراجع إليهما [٩] في مطعم ولا ملبس. فقد شغلهم طلب الغذاء [١٠] عن الاستراحة إلى البكاء على الأمهات والأولاد ، والآباء [١١] والأجداد. فأجرهم يا أمير المؤمنين بعطفك عليهم ، وإحسانك إليهم ، تجد الله مكافيك عنهم ، ومثيبك على الشكر منهم.
قال : فوجه المأمون إليهم [١٢] بالأموال الكثيرة ، وكتب إليه :
أما بعد [١٣] : فقد وصلت شكايتك [١٤] لأهل حرم الله تعالى إلى