فأخره رسول الله 6». ووافقه ابن عروبة [١] في الأوائل.
وذكر الفاكهي [٢] خبرا يقتضي أن الولاة أخروه ، وكان إلى جانب الكعبة.
وذكر ابن سراقة [٣] ما نصه : «أن ما بين الباب ـ يعني باب الكعبة ـ ومصلى آدم 7 حين فرغ من طوافه وأنزل الله [٤] عليه التوبة ، أرجح من تسعة أذرع. وهناك كان موضع مقام إبراهيم 7 ، وصلى 6 عنده حين فرغ من طوافه ركعتين ، وأنزل الله عليه : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى)[٥] ثم نقله 6 إلى الموضع [٦] الذي هو فيه الآن ، وذلك على عشرين ذراعا من الكعبة ، لئلا ينقطع الطواف بالمصلين خلفه. ثم ذهب به السيل في أيام عمر بن الخطاب رضياللهعنه إلى أسفل مكة ، فأتي به ، وأمر عمر رضياللهعنه برده إلى الموضع [٧] الذي وضعه فيه رسول الله 6.
فتحصل فيمن وضعه في موضعه الآن ثلاثة أقوال ـ والله أعلم. قلت [٨] : بل فيه خمسة أقوال ، ذكرها العلامة ابن الجزري [٩] الشافعي ،
[٣] محمد بن يحيى بن سراقة العامري أبو الحسن. فقيه شافعي ، صنف في فقه الشافعية والفرائض ورجال الحديث. وتوفي في حدود سنة ٤١٠ ه. انظر : السبكي ـ الطبقات الكبرى ٣ / ٨٦ ، الزركلي ٧ / ١٣٦.
[٩] ابن الجزري : هو محمد بن محمد بن ـ علي بن يوسف أبو الخير شمس الدين العمري الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي ، شيخ الاقراء في زمانه ، من حفاظ الحديث. توفي سنة ٨٣٣ ه. انظر : السخاوي ـ الضوء اللامع ٩ / ٢٥٥ ، ٢٦٠ ، الزركلي ـ الاعلام ٧ / ٧ / ٤٥ ـ ٤٦. وفي (د) «ابن الجوزي».