استخلف على مكة هبيرة بن شبل ـ وهو أول من صلى بمكة جماعة بعد الفتح».
وجمع العلامة الفاسي [١] بين الروايات الثلاث : «أن عتابا جعل أميرا ، ومعاذا إماما وفقيها ، واشترك هبيرة مع معاذ في الإمامة ، ولا يعارض هذا كون هبيرة (أول من صلى بمكة جماعة بعد الفتح ، لإمكان أن يكون حضر وقت الصلاة وهبيرة حاضر ومعاذ غائب) [٢] ، فتقدم هبيرة وصلى بالناس ليحصل فضيلة أول الوقت ، ثم حضر معاذ وصلى بمن لم يدرك الصلاة مع هبيرة».
وهذا أحسن من جعل الأخبار متعارضة.
قال القاضي ابن جار الله [٣] : «وقد أجاد الفاسي ، فإن ولاية [٤] عتاب مما بلغ مبلغ التواتر».
وقال الزبير بن بكار [٥] : «حدثني محمد بن سلام عن حماد بن سلمة عن الكلبي في قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً)[٦] ـ قال : عتاب بن أسيد» ـ انتهى ـ.
ولم يزل عتاب واليا على مكة إلى أن مات ، وكانت وفاته بمكة يوم وفاة أبي بكر الصديق 6 بالمدينة [٧] ، وقيل يوم ورود مكة نعي [٨] أبي