«لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان من حلف الفضول ، ما لو دعيت إليه اليوم لأجبت. وما أحب أن لي به حمر النعم وإني نقضته».
[بناء قريش للكعبة المشرفة]
وفي هذه السنة أجمعت [١] قريش على بناء الكعبة : (وكانت هذه المدة كلها على بناء قصي بن كلاب ، وسبب ذلك أن امرأة بخرت الكعبة) [٢] فاحترق ثوب الكعبة وأكثر أخشابها ، ثم عقب ذلك سيل [كبير][٣] أوهن البناء وشقق الجدران. فعزمت قريش على تجديد البناء ورفع الباب [٤] حتى لا يدخلها [٥] إلا قريش.
فقدر الله تعالى أن رمى البحر بسفينة (إلى ساحل مكة) [٦] لتاجر رومي اسمه باقوم [٧] ، فخرج الوليد بن المغيرة يبتاع الخشب ، وأخبر باقوم بقصدهم. فأخبره باقوم بأنه نجار بناء ، فاشترى الخشب ، وطلع باقوم معه (قاصدا مكة لبناء الكعبة) [٨].
[١] في (ج) «اجتمعت». وانظر : بشأن البناء ابن هشام ـ السيرة ١ / ١٩٢ ـ ١٩٩.
[٧] قال الأموي (يحيى بن سعيد): «كانت هذه السفينة لقيصر ملك الروم ، تحمل آلات البناء من الرخام والخشب والحديد ، سرحها قيصر مع باقوم الرومي الى الكنيسة التي أحرقها الفرس للحبشة». انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ٢ / ٣٠١.
[٨] ما بين قوسين في (ج) «الى مكة قاصدا البناء للكعبة».