فقام العباس وأبو سفيان حتى ردّا عليه حقّه [١]. واجتمعت بطون قريش فتحالفوا على رد الظلم [٢].
وذكر الزبير [٣] ان سبب حلف الفضول غير ما سبق [٤] ، وأن سببه : أن رجلا من خثعم [٥] قدم مكة تاجرا ، ومعه ابنة له يقال لها قبول ، أضوأ نساء العالمين ، فعلقها نبيه [٦] بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سهم ، فلم يبرح حتى نقلها إليه ، وغلب أباها عليها ، فكان حلف الفضول. فأتى القوم نبيها وقالوا له : أخرج ابنة الرجل. فأخرجها إليهم ، فأعطوها أباها. ففي ذلك يقول نبيه :
[٥] خثعم من قبائل اليمن. انظر : أحمد الأشعري القرطبي ـ التعريف في الأنساب ١٨٧.
[٦] ونبيه بن الحجاج هذا وأخوه منبه ممن وقف في وجه الدعوة الإسلامية وآذى رسول الله 6. ولقي مصرعه وأخوه يوم بدر سنة ٢ ه. انظر : ابن هشام ـ السيرة ١ / ٧١٣.
[٧] الحديث في السيرة لابن هشام ١ / ١٣٤ : «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت». وقد ـ امتدحه الرسول 6 لأنه تحالف على التناصر والأخذ للمظلوم من الظالم ورد الفضول على أهلها.