فلما قدم على قريش قال : يا قوم ، إن قيصر من قد علمتم أمانكم [١] ببلده ، وما تصيبون من التجارة في كنفه ، وقد ملكني عليكم ، وإنما أنا ابن عمكم وأخوكم [٢] وأحدكم ، وإنما آخذ منكم (الجراب من القرظ) [٣] ، والعكة من السمن والإهاب ، فأجمع ذلك ، ثم أبعث به إليه ، وإنما أخاف إن أبيتم ذلك أن يمنع منكم الشام فلا تتجروا به ، ويقطع مرفقكم منه [٤].
فلما قال لهم ذلك ، خافوا قيصر ، وأخذ بقلوبهم ما ذكر من متجرهم ، فأجمعوا أن يعقدوا على رأسه التاج عشية. وفارقوه على ذلك. فلما طافوا عشية بعث الله [إليه][٥] ابن عمه [أبا][٦] زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد ، فصاح على أحفل (ما كان) [٧] قريش في الطواف ، فقال : عباد الله ، ملك بتهامة؟!. وفي رواية : إن قريشا لقاح لا تملك (فانحاسوا انحياسة) [٨] حمر الوحش ، فقالوا : صدقت واللات
[٣] في (أ) ، (د) «القرض». وفي (ب) «الجواب من الغرض». والاثبات من (ج) مع أنه ذكر الناسخ في الهامش أن في نسخة أخرى «حكمت الجواب القرض» وهي عبارة غير واضحة.
[٤] هكذا في (أ) ، وفي شفاء الغرام ٢ / ١٧١ ، وأما في بقية النسخ «موقفكم به».
[٥] زيادة من (د). وفي شفاء الغرام للفاسي ٢ / ١٧١ «عليه». وفي (ب) «له».