كان في قريش رؤوسا كبارا ـ ويقال لهم الحكام ـ منهم [١] : الحارث [٢] بن عبيد بن عمرو بن مخزوم ، وهاشم بن عبد المطلب ، والزبير وأبو طالب ابنا عبد المطلب ، وحرب بن أمية ، وأبو سفيان ، والعلاء بن حارثة الثقفي حليف بني زهرة ، والوليد بن المغيرة ، وقريش بن عدي بن سهم ، ونفيل بن عبد العزى بن رتاح [٣].
ولم يكن أحد من هؤلاء متملكا [٤] على بقية قريش ، وإنما ذلك بتراضي قريش عليه.
وذكر الفاسي [٥] عن الزبير بن بكار وبسنده إلى عروة بن الزبير قال :
«خرج عثمان بن الحويرث ، وكان يطمع أن يملك قريشا ، وكان من أظرف قريش وأعقلها ، فسار حتى وفد على قيصر ، وقد رأى موضع حاجة قريش إليه ، وتجارتهم إلى بلاده ، فذكر له مكة ورغّبه فيها ، وقال له : تكون زيادة في ملكك كما ملك كسرى صنعاء. فملكه عليهم ،
[١] ذكر اليعقوبي منهم : عبد المطلب ، وحرب بن أمية ، والزبير بن عبد المطلب ، وعبد الله بن جدعان ، والوليد بن المغيرة المخزومي. تاريخ اليعقوبي ١ / ٢٥٨.
[٥] في شفاء الغرام ٢ / ١٧١ ـ ١٧٢ ، وانظر : الزبيري ـ نسب قريش تحقيق ليفي بروفنسال ـ والخبر فيه مختصر ص ٢٠٩ ـ ٢١٠ ، وابن كثير ـ البداية والنهاية ٢ / ٢٤٣. وأما ابن هشام فذكر : «وأما عثمان بن الحويرث فقدم على قيصر ملك الروم ، فتنصر وحسنت منزلته عنده. ولعثمان بن الحويرث عند قيصر حديث منعني من ذكره ما ذكرت في حديث حرب الفجار». السيرة ١ / ٢٢٤.