مؤنة [١] عدوهم. فقالوا في ذلك أشعارا كثيرة يذكرون ما صنع الله تعالى بالحبشة. فمن ذلك قول قيس بن الأسلت [٢] من قصيدة طويلة :
وفي صنعه يوم الفيل الحبو
ش إذ كلما بعثوه رزم
محاجنهم تحت أقرامه [٣]
وقد شرّموا أنفه فانخزم [٤]
وقد جعلوا سوطه [٥] معولا
إذا يمّموه [٦] قفاه كلم
فولّى وأدبر أدراجه
وقد باء بالظلم من كان ثمّ
فأرسل من فوقهم حاصبا
تلفهم مثل لف القزم [٧]
يحض على الصبر رهبانهم
وقد ثاجوا كثؤاج الغنم [٨]
وقال أيضا [٩] :
فقوموا فصلّوا ربّكم وتمسّحوا
بأركان هذا البيت بين الأخاشب
فعندكم منه بلاء ومخبر [١٠]
غداة أبو يكسوم هادي الكتائب /
[١] في (ب) ، (ج) «عقوبة».
[٢] قيس بن الأسلت بن جشم بن وائل الأوسي الأنصاري ثم الخطمي واسمه صيفي. انظر : ابن هشام ١ / ٥٨ وعنده «أبو قيس». وذكر أيضا أن القصيدة تروى لأمية بن أبي الصلت ١ / ٥٩.
[٣] في (ب) ، (ج) ، (د) «أقدامه». وعند ابن هشام «أقرابه» والصحيح «أمراقه».
[٤] في (ج) «فانشرم». وعند ابن هشام «فانخرم».
[٥] في (د) «صوته».
[٦] في (ج) «يموا».
[٧] في (ج) «القدم».
[٨] الثؤاج : الصياح.
[٩] انظر : ابن هشام ـ السيرة ١ / ٥٩.
[١٠] عند ابن هشام «مصدق» والمقصود بأبي يكسوم ـ أبرهة الأشرم وهي كنيته.