قال ابن إسحاق [١] : «حدثني يعقوب بن عتبة [٢] أنه أول ما رأيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام ، وأن أول ما حلّ بها مراير الشجر كالحرمل والعشر والحنظل ذلك العام [٣]».
وفي حديث رواه ابن إسحاق [٤] عن عائشة رضياللهعنها قالت : «لقد رأيت قائد الفيل ، وسائس الفيل ، أعميين مقعدين بمكة يسألان [٥] الناس».
[صدى واقعة الفيل]
فلما رد الله تعالى الحبشة وأصابهم (ما أصابهم) [٦] ، أعظمت العرب قريشا وقالوا : هم أهل الله ، قاتل الله عنهم [٧] وكفاهم
ـ أغنياء السادة ، فورد الفيل مكة ، وكان الأمير يشهد به المشاهد كلها ، ويمشى في شوارع مكة ، ويطلع به الطائف ، وبقي على ذلك الى أن قتله بعض الأشراف في أوائل عام الرابع والعشرون بعد الثلاثمائة والألف. وكانوا يتشاءمون مجيئه حتى قتل ، فانفرج الأمر بعد ذلك والله أعلم بحقيقة الحال».
[٢] يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي المدني حليف بني زهرة ، توفي سنة ١٢٨ ه.
[٣] وقد علق ابن الأثير تعليقا لطيفا واعيا على ذلك : «وقال كثير من أهل السير أن الحصبة والجدري أول ما رؤيا في العرب بعد الفيل ، وكذلك قالوا : إن العشر والحرمل والشيح لم تعرف بأرض العرب إلا بعد الفيل ، وهذا مما لا ينبغي أن يعرج عليه ، فإن هذه الأمراض والأشجار قبل الفيل منذ خلق الله العالم». انظر : الكامل في التاريخ ١ / ٢٦٣.
[٤] انظره في : ابن هشام ـ السيرة ١ / ٥٧ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٢ / ٢٣١.