فاتفق أن رزقه الله ذلك ، فاجتمع له : الحارث ، والعباس ، وحمزة ، وعبد الله ، وأبو طالب ، والزبير ، وحجل ، والمقوم ، وضرار ، / وأبو لهب. ومن الاناث ست : صفية ، وأم حكيم ، وعاتكة ، وأميمة ، وأروى ، وبرّة.
فلما اجتمع له ذلك أخبر بنيه بنذره ، فقالوا : «أوف بنذرك بمن أردت منا». فضرب بينهم القداح ، فخرج سهم [١] عبد الله ـ وكان أحبهم إليه ـ فأخذه ، وأخذ الشفرة ، وقام به إلى أساف ـ صنم كان بالصفا ينحر عنده للكعبة ـ يريد أن يذبحه ، فلما أضجعه لحقه العباس [٢] ، وجذب عبد الله من يده حتى أثرت الأرض فيه أثرا كان بوجهه إلى أن مات ، وقال : «لا أدعك تذبحه»!. وتلاحقته قريش من أنديتها ، وقالت : «إن أنت فعلت هذا ، لا يزال الرجل يأتي بابنه فينحره ، ولكن أعذر فيه ، ونفديه بأموالنا».
فذهب عبد المطلب إلى كاهنة ، وقص عليها قصته ـ قال في المواهب عن أبي عبد الغني في كتاب المبهمات [٣] أن اسم الكاهنة قطبة وذكر ابن إسحاق أن اسمها شجاح «بشين وجيم» [٤] ـ وذكر ابن ظفر في الأنباء [٥] أنها كانت بخيبر. فانطلقوا حتى أتوها ـ انتهى ـ. فقالت :