قال الصفدي [١] : «التاريخ للزمان مرآة ، وتراجم العلماء للمشاركة والمشاهدة مرقاة ، وأخبار الماضين لمن عاقر الهموم ملهاة ، وأنشد :
لو لا الأحاديث [٢] أبقتها أوائلنا
من الندى والردى لم يعرف السّمر" /
وكان يقال : «من أرّخ فقد حاسب الأيام على عمره ومن كتب حوادث الأزمان فقد كتب إلى من بعده بحديث دهره ، ومن قيّد مشاهدة [٣] فقد أشهد عصره من لم يكن من أهل عصره».
وقد قيل [٤] :
إذا علم [٥] الإنسان أخبار من مضى
توهّمته قد عاش من أول الدّهر [٦]
وتحسبه قد عاش آخر عمره [٧]
إذا كان قد أبقى الجميل من الذكر [٨]
وقال آخر :
[١] في الوافي بالوفيات ١ / ٤ ـ ٥.
[٢] في الوافي بالوفيات «أحاديث».
[٣] في (د) «ما شهده».
[٤] وهو قول الأرّجاني الشاعر أحمد بن محمد كما ذكر : الصفدي ـ الوافي بالوفيات ١ / ٥ ، والسخاوي ـ الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ص ٨٣.
[٥] في الوافي للصفدي «عرف» ١ / ٥. وهو من البحر الطويل.
[٦] جاء الشطر الثاني في (د): «توهمته قد عاش حينا من الدهر».
[٧] في الوافي للصفدي «دهره».
[٨] جاء الشطر الثاني من البيت عند الصفدي :
«إلى الحشر إن أبقى الجميل من الذكر». الوافي ١ / ٥.