وقال حسان بن يزيد [١] : «لم تستعن على دفع كذب الكاذبين [٢] بمثل التاريخ».
وحكي أن يهوديا أظهر كتابا فيه [٣] : «أنه كتاب رسول الله 6 بإسقاط الجزية عن أهل خيبر ، وفيه شهادة جمع من الصحابة منهم علي ومعاوية وسعد بن معاذ ، فعرضوا ذلك على الحافظ أبي بكر الخطيب [٤] ، فتأمله وقال : «هذا مزوّر!». فقيل له : من أين؟!. قال : فيه شهادة معاوية وهو أسلم يوم الفتح ، وكان فتح خيبر سنة سبع. وفيه شهادة سعد بن معاذ ، ومات سعد يوم قريظة قبل خيبر بسنتين».
فأي منقبة أشرف من هذا؟ ـ انتهى من الكافي ـ.
وسيأتي الكلام على أول وضع التاريخ عند ذكر الهجرة إن شاء الله تعالى.
[١] والاسم الصحيح حماد بن زيد بن درهم البصري المتوفى سنة ١٧٩ ه. ورواه أبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي القاضي المتوفى سنة ٢٤٢ ه. انظر : الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ٧ / ٣٥٧ ، ٣٦٠ ، السخاوي ـ الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ص ٢٢.
[٣] هذه الحادثة حدثت سنة ٤٤٧ ه لرئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن المتوفى سنة ٤٥٠ ه ، وزير الخليفة العباسي القائم بأمر الله. انظر : الصفدي ـ الوافي بالوفيات ١ / ٤٤ ـ ٤٥ ، السخاوي ـ الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ص ٢٥.
[٤] أبو بكر الخطيب الحافظ : هو أحمد بن علي الخطيب البغدادي صاحب كتاب تاريخ بغداد أو مدينة السلام حتى سنة ٤٦٣ ه. وهي سنة وفاته. وهو محدث ، مؤرخ ، أصولي. ولد سنة ٣٩٢ ه بدرزنجان من قرى العراق ، ونشأ ببغداد. انظر : مقدمة تاريخ بغداد.