responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 111

وهم يعلمون أني قد رأيت فيه ثلثي أملي ، ولم أبلغ في نفسي ربع رجائي ، أم ماذا ينتظر الأمير حفظه الله فيّ بعد أن آتاه الله الملك ، وعلمه الحكمة ، ومكنه من خزائن الأرض وجعله في الدنيا وجيها ، وفي الاسلام مكينا ، وعند الخليفة ـ أبقاه الله تعالى ـ مطاعا أمينا ، فمن يفر [١] الأمير بعد هذه النعمة أو من يعذره مع هذه الكرامة ، ومن يرضى منه بأقل من جبرانه الا من سفه نفسه والسلام.

وكتب إلى يحيى بن خالد بن برمك يستمتع بالحجبيّ : أما بعد حفظ الله أبا علي ، وحفظ لك ما استحفظك من دينك ، وأمانتك وخواتيم عملك ، أما ما تحب أن ينتهي إليك علمه من قدوم الحجبي علينا ، وما عمل به فينا ، وعلى ما أصبح المسلمون معه قبلنا ، فكل ذلك ـ بحمد الله ونعمه ـ على أفضل سرورك ، وأعظم رجائك ، ومنتهى أملك ، من سكون الدهماء وأمان السبل ، وحسن الحال وتتابع الأمطار ، وقد أصبح الناس بحمد الله رحماء بينهم لا يسمع إلا سلام سلاما ، فذلك أنّ الحجبي لما قدم علينا فزع إلى خيار الناس وأهل الصلاح منهم فقربهم وأدناهم ، وغلظ على أهل الفجور والريبة وأبعدهم وأقصاهم ، وبعث لحملة القرآن فلما اجتمعوا إليه من أطراف البلاد وتخير الفقهاء وذوي الرأي منهم فجعلهم بطانته وأهل مشاورته ، وبعث كثرتهم عمالا على كثير من نواحي عمله ، وعهد إليهم ما عهد إليه أمير المؤمنين في أخذ الصدقات والزكاة على وجوهها وقسم السّهمان الخمسة موفّرة بين أهلها ، وأعلمهم أن امير المؤمنين لم يأمره ولا من قبله من ولاة اليمن وغيرها إلا بالعدل والإحسان ، وأن أمير المؤمنين يبرأ إلى الله من ظلم كل ظالم وجور كل جائر وأنه قد خلع ما يتثقل به عن رقبته وجعله في دين الحجبيّ وامانته ، فلم يبق عند ذلك فرقة من فرق المسلمين ، ولا جماعة من الصالحين ، ولا أحد من الفقراء المساكين ، إلا دعا لأمير المؤمنين بطول البقاء ، ثم دعوا لك يا أبا علي بأفضل الدعاء ، ونشروا عنك أحسن الثناء ، لما ساقه الله إليهم بسببك وجعله بيمن مؤازرتك ، وأجراه لهم على لسانك ويدك ، ولما أخذ الحجبي فيهم من ورائك فإنا قد عرفناه بالرفق الذي ليس معه ضعف وبالشّدّة التي ليس معها عنف ، وبالجد الذي لا يخالطه هزل ، ثم هو مع ذلك قليل الغفلة شديد التهمة ، لا يتكل على كتابه ولا يفوض أمره إلى أمنائه ، ولا يطمئن إلى جلسائه حتى


[١] يفر : بالياء المثناة من تحت والفاء. وفي نسخة بالقاف من أقره على الشيء ، وفي كلتا العبارتين غموض.

نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست