responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 112

يتفقد الأشياء بنفسه فيورد ما حضر منها على عينه ويصدر ما غاب عنه منها على علمه ، لا يمنعه من مطالبة [١] الصغير مزاولة الكبير ، قد أحكم السياسة ورسخ في التدبير ، فأشد الناس خوفا لغضبه أرجاهم جميعا لمثوبته ، وأقلهم أمانا لعقوبته أطولهم لزوما لمجالسته ، قد أشغل كلا بنفسه فأقبل كل على شأنه فليس أحد يجاوز حده ولا يعدو قدره ، ولا يتكلم إلا فيما يعنيه ، ولسنا نراه بحمد الله يزداد في كل يوم إلا شدة ولا تزداد الأمور معه إلا إحكاما فليس لمغتاب اليه سبيل ولا لمنتقص معه طمع. والسلام.

وله إلى الحجبي ـ وكان نهاه عن التعرض للوزراء ولأهل العراق : ـ أما بعد فإنك كتبت إلي تنهاني عن السلطان وعن قربه ولست اعتذر اليك في ذلك ، إن دعاني السلطان سارعت ، وإن أبطأ عني تعرضت ، فإن كان الله تبارك وتعالى أحل لك خدمة أمير المؤمنين ومنادمة الفضل ومسامرة جعفر ، وأباح لك أن تأخذ من أموالهم القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، وحرم عليّ مكاتبة الشرط ومراسلة البرد والتخدّم للخصيان والتعرض للدايات [٢] وحضر عليّ من اموالهم ما أسد به الفورة [٣] وأواري به العورة فأنا الهالك وأنت الناجي ، وإن لم يكن الأمر على ذلك وكان لكل امرىء منا ما اكتسب من الإثم فأنت الذي تولى كبره منهم ، وضرب لنا مثلا ونسي خلقه والسلام.

وله إلى يحيى بن خالد بن برمك : أما بعد فإني كتبت اليك كتبا لم أر لشيء منها جوابا ، ولست امتع الله بك أتكبر عن مواترة الكتب إليك ولا أستنكف على تركك الكتاب إلي لأن مثلك لا يكتب إلى ضعيف مثلي إلا بعون الله وتأييده ، ولا يلقى الحكمة كتّابه إلا بتوفيق الله عزوجل وإحسانه ولعلك أمتع الله بك لم يوافق نزول ذلك من ربك فإنه تبارك وتعالى يقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير. والسلام.

وله أيضا إلى علي بن سليمان [٤] ـ وكان قدومه إلى اليمن واليا لها عن المهدي سنة


[١] وفي نسخة : مطالعة.

[٢] للخصيان جمع خصي : معروف وفي «ل» و «ب» : للحضان بالضاد المعجمة جمع حاضن وهو ايضا معروف والدايات جمع داية : القابلة وهي المولدة بلغة العامة.

[٣] الفورة سورة الجوع وشدته.

[٤] علي بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس فهو ابن عم المنصور والسفاح ، وفي التاريخ المجهول والخزرجي في العسجد : انه قدم في المحرم سنة واحد وستين ومائة وهو الذي بنى مسجد السرار المسمى اليوم مسجد القاسمي بصنعاء وله قصة ذكرناها في بعض كتبنا وكان كثيرا ما يتولى أعمال البصرة وله أخبار كثيرة.

نام کتاب : صفة جزيرة العرب نویسنده : الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست