وكان سفرنا منها على غير الطّريق الأولى [١] ، إذ كان الماء قد نضب على الرّيف [٢] فسافرنا على طريقه ، والعمارة عليه متّصلة مدنا وقرى إلى الإسكندريّة ، ومن أعظم بلادها ، وأشهرها مدينة [٣] قليوب [٤] ، ومدينة مليح [٥] ، ومدينة فرما [٦] ، ومدينة بيار [٧] ، ومدينة المقانة [٨] ، ومدينة دمنهور [٩]. ومدنها وقراها أكثر من أن تعدّ ، وهي ذات بساتين ونخل ، وشجر يفتن حسنها النّاظر.
ومن أعظم مدنها وقواعدها المشهورة ، الموصوفة بالحسن والجمال مدينة دمياط ، وهي على البحر الرّومي ، ولم أدخلها لأنّها رائغة إلى اليمين كثيرا عن طريق مصر إلى الإسكندريّة ، وكنت منحفزا للسّفر فلم يتأتّ لي دخولها. ومررنا على [١٢٦ / آ] قرية سندبيس [١٠] ، وزرنا بها قبر عيسى بن الوليد أخي خالد رضياللهعنهما ، وهو في بيت مغلق على يسار المحراب. ومن مصر إلى هذه القرية مرحلة.
[٥] مليح : مدينة كبيرة في أول منبعث الخليج الذي ينزل إلى دمياط. انظر جغرافية مصر للبكري ٨٦.
[٦] الفرما : مدينة مصرية قديمة تقع في الشمال الشرقي من الدلتا شرقي بحيرة المنزلة «تنيس» وهي من أقدم الثغور العربية في مصر ، وكانت أوّل موضع قوتل فيه عمرو بن العاص. انظر جغرافية مصر للبكري ٦٠.
[٧] بيار : كذا في جميع النّسخ ولعلها أبيار التي تقع بين مصر والإسكندرية (ياقوت ١ / ٨٥).