وقلّما رأيت من البلدان ما جمع [٢] من المحاسن ما جمعت عسقلان ـ جبرها الله ـ صنعا وإتقانا ووضعا ومكانا ، وبرّا وبحرا ، وعامرا وقفرا ، لها على البرّ والبحر طرف ممتدّ ، وحكم ماض لا يرتدّ ، ترنو إليها من شرف [٣] ، وتتلو [١٢٤ / ب] عليهما [٤] سور الشّرف [٥] ، وتزهو بتقلّبها في التّرف ، في روضة جمّة الأزهار والطّرف.
وأمّا مبانيها فلو فاخرتها إرم لقيل لها : نفخت في غير ضرم [٦] ؛ أو حاسنتها بابل [٧] لصاب عليها من مطر [٨] التّعنيف وابل ، وأسرع إليها ملام كالمعابل : [٩]