ثمّ زاد فيه المهدي محمّد بن أبي جعفر المنصور ، وكان والده أبو جعفر [١] همّ بالزيادة فيه ولم يقض ذلك له. وكتب إليه الحسن بن زيد [٢] يرغّبه في الزّيادة فيه من جهة الشّرق ، ويقول : إنّه إن زيد منها توسّط قبر النّبي 6 المسجد [٣] ، فاتّهمه أبو جعفر أنّه إنّما أراد هدم دار عثمان ، فكتب إليه : قد عرفت الّذي أردت ، فاكفف عن دار الشّيخ عثمان بن عفّان رضياللهعنه ، وأمر أبو جعفر بستور للصّحن تنشر عليه في أيام الجمع زمان القيظ على حبال ممدودة على خشب ، قد أقيمت في الصّحن تكّن المصلين من الحرّ [٤] ، وبقيت تلك السّتور زمانا [٥] ، وتوفي أبو جعفر ولم يزد فيه شيئا ، وزاد فيه ولده المهديّ من ناحية الشّام خاصّة مئة ذراع ، [٦] وكان طول المسجد في بناء الوليد مئتي ذراع فبلغه المهدي ثلاث مئة ذراع وسوّى المقصورة بالأرض ، وكانت مرتفعة عنها ذراعين ، وكتب اسم المهدي على مواضع [٧] من المسجد ، [٨]
[١] أبو جعفر المنصور : ثاني خلفاء بني العباس ، هو باني بغداد ، ولي بين سنتي ١٣٦ ـ ١٥٨ ه له ترجمة في تاريخ الخلفاء : ٢٥٩ وما بعدها.
[٢] الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب : أمير المدينة كان من الأشراف ، ولّاه المنصور على المدينة خمس سنين ثم عزله وحبسه في بغداد. فلما ولي المهدي أخرجه ، توفي سنة ١٦٨ ه بالحاجر في طريقه إلى الحج مع المهدي ، ترجمته في ميزان الاعتدال ١ / ٢٩٤ تاريخ بغداد ٧ / ٣٠٩.
[٥] جاء في كتاب المناسك ٣٧٢ «... لم تزل هذه الستور كذلك حتى خرج محمد بن عبد الله بن حسن في جمادى الآخرة سنة ١٤٥ ه فأمر بها فقطعت دراريع لمن كان يقاتل معه فتركت حتى كانت ولاية هارون فأحدث هذه الأستار».
[٦][٦] ـ الفقرة ساقطة من ط. وانظر تفاصيل الزيادات في المسجد النبوي في المناسك ٣٧٣.