ولم أر بالمدينة ، مع شدّة البحث ، وإلحاح الطلب ، وتكرار السّؤال من هو بالعلم موصوف ، ولا من هو بفنّ من فنونه معروف ، وكلّ من نال بها خطّة علميّة ، فلسان حاله قد نادى وندّد [١] : [الكامل]
خلت الدّيار فسدت غير مسوّد
...............................
[٢] ولا غرو إن انعكس الحال في تلك الدّيار ، وصار الأمر إلى ما إليه صار ، فالدّنيا مطيّة سريعة العثار ، ولكل شىء إقبال وإدبار ، وقد [٣] لقيت إمام حرمها الشّريف ، وخطيب المنبر العالي المنيف ، فوجدت سماء شرفه من شياطين الجهل لم تحرس ، وتربة قلبه لم تزرع بحبّة من المعارف ولم تغرس ، فاستفهمته عمّا يتلى ويدرّس ، [٤] وهو بأمثاله يعفى ويدرس [٥] : [الطويل]