بيد أنّه ذكر لي شيخا من أهل العراق ، مجاورا بالمدينة ، معنيّا بالعلم وحملته ، قديم الرّحلة إلى الحجاز ، طويل المقام بها ، وهو عفيف الدّين أبو محمّد عبد السّلام بن محمّد بن مزروع البصريّ التّمار [١] فسألت عنه حتّى وجدته في حرم رسول الله 6 تجاه الرّوضة المقدّسة ـ زادها الله جلالة ـ فألفيته شيخا ركينا ، ذا سمت وهيئة ، ولقاء جميل ، رحل في البلاد ولقي النّاس ، وسمع من الشّيوخ ، واستقرّ به القرار آخرا بالمدينة مجاورا ، واستجزته فأجازني لفظا في كلّ ما يحمل ، وأخرج إليّ جزءا ناولنيه ، وهو الجزء الثّاني من حديث أبي بكر بن محمّد بن العبّاس بن نجيح البزّار ، وانتقيت منه أحاديث علقتها إثر صلاة الصّبح بين المنبر والرّوضة أثبت منها هاهنا. [٢] حديثين تبرّكا بهما : أخبرنا الشّيخ الصّالح المحدّث جار [٣] رسول الله 6 عفيف الدّين ، أبو محمّد عبد السّلام بن محمّد [٤] بن مزروع البصريّ التّمّار إجازة بلفظه ، ومناولة من يديه إلى يدي بمسجد رسول الله 6 تجاه الحجرة الشّريفة المعظّمة ، زادها الله جلالة ، ونقلته من كتابه ، قال : أنا الشيخ أبو الحسن المبارك بن محمّد [٥] بن مزيد بن هلال الخوّاص الحنفيّ قراءة عليه وأنا أسمع في يوم الجمعة السّادس
[١] محّدث. حافظ ولد بالبصرة سنة ٦٢٥ ه. وتوفي بالمدينة النبوية سنة ٦٩٦ ه. انظر تذكرة الحفاظ ٢ / ١٤٨١.