وصف من قبور الصّحابة والتّابعين ، والعلماء والصّالحين ، وعلى أكثرها مبان وقباب متقنة ، ومن أشهرها وأتقنها قبّة عثمان بن عفّان رضياللهعنه ، وهي عالية متّسعة ، محكمة العمل ، رائقة المنظر ، وتليها قبّة العبّاس [١] رضياللهعنه ، وفي كل قبّة وبنيّة بالبقيع عدّة مقابر للصّحابة وغيرهم ، إلّا تربة الإمام مالك بن أنس رضياللهعنه [٢] ، فإنّ قبره في بيت لا يسع غيره ، وقد رفع التّسنيم على القبر [٣] إلى نحو الصّدر ، وأعلاه مستو مفروش بالحصى ، وبإزاء رأسه في الحائط مكتوبا في حجر : توفي الإمام مالك بن أنس رضياللهعنه في ربيع الأوّل سنة تسع وسبعين ومئة ، ومولده في ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين ، وقد استصحبت من قبره حصيات تبرّكا بها وتذكرّا لمعاهدها :
[الكامل]
ومن الوفاء بعهد حبّ ظاعن
لثم الطّلول ووقفة بالمنزل
[مسجد النّبيّ]
وأما مسجد النّبيّ 6 فعلى صورة المسجد الحرام ، إلّا أنّه في المساحة دونه بكثير ، وعرضه [٤] على النّصف من طوله ، وطوله من الجنوب إلى الشّمال ، وعرضه [٥] من الشّرق إلى الغرب [٦]. وهو عالي السّمك ، مبيّض ،
[١] هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي : عم رسول الله 6 ومن أركان قريش في الجاهلية والإسلام وجدّ الخلفاء العباسيين. له في كتب الحديث ٣٥ حديثا توفي سنة ٣٢ ه ـ ترجمته في الاصابة ٢ / ٢٦٣ نكت الهميان ـ ١٧٥.