مدوّر بالسّقائف ، عجيب المنظر ، ووسطه فضاء مفروش برمل أحمر ، وأساطينه مبيّضة بالفضّة ، عالية ، متّسع ما بينها ، وأوسع سقائفه ناحية الجنوب ، وفيها المحراب ، وهي خمسة صفوف ، وفي مؤخر المسجد ، وهي ناحية الشّمال أربعة صفوف ، وفي ناحية الشّرق ثلاثة صفوف ، وفي الغرب أربعة صفوف ، [١٠٩ ب] وفي النّاحية الشّماليّة من فضاء المسجد بيت مربّع مليح هو مخزن المسجد ، وبالقرب منه نخلات صغار ناضرة عليها أثر التّعاهد بالصّون.
وقد وسّع المسجد مرارا بعد رسول الله 6 حسبما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى. وكان المسجد من موضع المنبر إلى الرّوضة المقدّسة شرقا وغربا ؛ ومن موضعه إلى علم هناك جنوبا وشمالا ، [١] وكان المنبر إلى الجدار الغربيّ ، ثم وسّع المسجد غربا وجنوبا وشمالا [٢] ، وبقي المنبر بموضعه ، والزّيادة على المسجد من ناحية الغرب قدر مساحته ، ومن الجنوب صفّ واحد وفيه المحراب ، ومن الشّمال قدر مساحته ثلاث مرات ، وأما ناحية الشّرق فلم ير فيها إلّا مقدار ممرّ إنسان من وراء الرّوضة المقدسة ، وكانت مساحة المسجد حين بناه رسول الله 6 مئة ذراع طولا وعرضا. وقيل سبعين طولا وستين عرضا وقيل غير ذلك.
وللمسجد الآن أربعة أبواب : باب السّلام ، وباب الرّحمة من ناحية الغرب ، وباب جبريل وباب النّساء من ناحية الشرق ، وفي الصّفّ الأوّل قريبا من الرّوضة باب آخر هو نفق في الأرض يهبط فيه على درج ، ويخرج منه على حجر في قبلة المسجد ، وذكروا أنّها حجر أزواج النّبيّ 6 ، وينسبونها حجرة حجرة وذلك باطل ، فإنّ الرّوضة المقدسة هي حجرة عائشة رضي الله