responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 364

يتبّرض [١] في المناهل. فلا يصل إليها إلّا وهو نضو [٢] دنف. قد سامه ليبتاعه التّلف. فما هو إلّا أن يردّه امتداد الأجل إلى أرضه ، ويرميه إلى مسقط رأسه ، حتّى تراه مستعّدا لمثلها ، مشيح [٣] العزم في الإقدام ثانية عليها. لم يثن عزمه ما كابده من البرحاء [٤] ، ولا كسر من حدّه ما شاهده من فرط العناء ، فيبتدئها [٥] جديدة ، ويفرّ عنها جذعة [٦] ، ويستقبلها مستأنفة ، كأنّه لم يذق لها مرارة ، ولا رأى من دلائل نصبها أمارة ، وهل هذا إلّا صنع إلهي ، وأمر ربّانيّ ، ودلالة [٧] لا تشوبها شبهة ، ولا تمرّ بها مرية ، تقوّي بصيرة المستبصر ، وتسدّد فكرة المتفكّر ؛ هذا وكم من آية لها تبهر العقول ، ودلالة تشاهد على وفق المنقول.

[حدود مكّة]

وهي ـ شرّفها الله ـ بلدة كبيرة متّصلة البنيان في بطن واد بين جبال محيطة بها ، لا يراها القاصد إليها حتّى يشرف عليها. والجبال المحيطة بها ليست شامخة ، وبنيانها آخذ في الاستطالة مع الوادي ، ولا سور لها ، إلّا أنّها حيزت من أعلى الوادي وأسفله بحائطين من صخور لا ملاط لها ، قطعا [٨] الوادي عرضا حتّى وصلا بين الجبلين ، وهما على فسحة من البلد. وأعلى


[١] هو يتبرّض الماء : كلما اجتمع منه شىء غرفه.

[٢] النضو الدّنف : المريض الهزيل.

[٣] أشاح الرّجل : جدّ في الأمر.

[٤] البرحاء : الشدّة والمشقّة.

[٥] في ت : فيبتدعها.

[٦] في ط : جزعة ، وهو تحريف ؛ والجذعة : الشابّة الفتيّة.

[٧] في ت وط : ودلائل.

[٨] في ت : قطعها.

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست