قلت : قد امتّد نفس الكلام في ذكر هذه المدينة المهينة ، وحقّ له أن يقصر ، وقد كفى ذمّها أنّها مذمومة على مرّ [٤] الأعصر ، وبنو الزّمان فطن أكياس ، يبصرون أقلّ الأود [٥] في الغصن الميّاس.
والآن حان أن نعطف عنان الكلام ، إلى إجراء الرّحلة على نسق الانتظام ، فنقول وبالله نستعين وهو خير معين :
[البرية بين الحجاز ومصر]
ثمّ سافرنا من المدينة المذكورة ، وتركناها غير محمودة ولا مشكورة ، وبرز [٦] الرّكب للرّحيل ، ورفضناها كما رفض الطّلل المحيل ، فنزلنا بموضع