الفرج [١] ، وابن عبد الحكم [٢] ، وأبي إسحاق بن شعبان ، والقاضي أبي محمّد عبد الوهاب ، وغيرهم. وليس لها هنالك اشتهار ، ولا يوقف عليها إلّا بتعريف من له بها عناية. وقد [٣] أخبرني بعض أصحابنا أنّه ما أوجب تنويههم بتربة الشّافعي ، إلّا دفن أمّ الملك الكامل [٤] معه في الرّوضة ، وما أقرب أن يكون ذلك [٥] كذلك. فإنّ الّذي ضمّته مصر من أفاضل الصّدر الأوّل لا يحصى كثرة ، وفيهم من الصّحابة رضياللهعنهم أعداد. ومع ذلك فما عرفت قبور أكثرهم ، فضلا عمّا سوى ذلك.
والشّافعيّ ـ ; ـ رجل مجدود في حياته ، وبعد موته ، وطار [٦] له من الصّيت مالم يطر [٧] بعضه لمن هو أعلم منه ، وخدمه الجدّ حتّى في الأصحاب ، فما صحبه إلّا من له فيه فرط تشيّع ، وغلوّ معتقد ، ومن رأى كلامهم فيه ، وذكرهم له عجب من ذلك ، وما أحقّهم باسم الشّيعة من المتعصّبين لمن حقّ لهم التّعصّب ، ووجبت لهم الحميّة ، أهل بيت النّبيّ 6 ، ولقد صدق الشّافعيّ ـ ; ـ في قوله : [٨] [الكامل]
[١] أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع المالكي : مفتي مصر فقيه مالكي ، توفي سنة ٢٢٥ ه له : كتاب الأصول ، غريب الموطأ. آداب الصيام. ترجمته في ترتيب المدارك ٢ / ٥٦١ ـ الديباج ٩٧.
[٢] هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم : مؤرخ ، محدّث ، فقيه من أهل مصر توفي سنة ٢٥٧ ه له : فتوح مصر والمغرب والأندلس. ترجمته في حسن المحاضرة ١ / ٤٤٦ ، الأعلام ٣ / ٣١٣.
[٤] الملك الكامل : هو محمد بن محمد بن أيوب من سلاطين الدولة الأيوبية ، تولى مصر سنة ٦١٥ ه. وامتلك البلاد الشامية توفي بدمشق سنة ٦٣٥ ه. من آثاره المدرسية الكامليه بمصر. له ترجمه في بدائع الزهور ١ / ٢٥٨ ـ ٢٦٨ ـ وحسن المحاضرة ٢ / ٢٣ ـ ٣٤.