responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 330

على نحو عشرة أميال منها ويعرف بالبركة. صحراء لا أنيس بها ، وعادة الرّكب النزول بها ليتلاحق [١] النّاس وربّما أقاموا بها يومين أو ثلاثة ، وفيها آبار طيّبة ، وتقوم بها سوق عظيمة يستتمّ بها [٢] الحجّاج جهازهم. فلمّا تلاحق الرّكب واستتبّ السّفر ، رحلنا في الضّحى الأعلى من يوم الثّلاثاء الثّامن عشر من شهر شوّال مستقبلين للبريّة الكبيرة : بريّة ما بين الحجاز ومصر ، وهي مسيرة أربعين يوما ، وما بها مستعتب إلّا في ينبع وفي بدر ، فإنّ بهما عمارة هي أشبه شيء بالخلاء والورود في جميعها ربعا [٣] وغبّا [٤] ، والرّبع هو الغالب ، وليس في البراري أطول منها ولا أقفر [٥]. أرضها في نهاية الحروشة [٦] لا يمكن أحدا فيها المشي بغير مداس البتّة. وفيها قوم من العرب ، صعاليك ينتقلون فيها من موضع إلى موضع مالهم قوت إلّا ما يمتارونه [٧] من بعيد ، فهم الدّهر كلّه في جهد وفرط شظف [٨]. وقلّما يظهرون للرّكب لخبث أفعالهم ، وعدم ما يعاملون به ، وإنّما يتطرّفون [٩] الرّكب [١٠] ويطالعونه من كلّ مرقب ، فإذا رأوا متخلّفا عنه لغفلة ، أو نوم ، أو انقطاع عجز ، انقضّوا عليه فمزّقوا أشلاءه ، ولو لم يجدوا عليه إلّا خرقة واحدة لم يتركوها له. ولو لا صاحب


[١] في ط : ليلاحق.

[٢] في ت وط : منها.

[٣] الرّبع : ورد الماء يوما وتركه يومين ثم الورود في اليوم الرابع. انظر تهذيب اللغة ربع ٢ / ٣٧٠.

[٤] الغبّ : ورد يوم وظمء آخر.

[٥] في ط : أفقر.

[٦] الحروشة : الخشونة.

[٧] الامتياز : هو طلب الميرة ، وهي الطعام.

[٨] الشّظف : شدّة العيش وضيقه.

[٩] في ت وط : يتطرقون.

[١٠] ـ في ت : للركب.

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست