responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 215

ونكروا [١] منها ما قد نكّرته الدّمامة والذّمامة [٢] ، وجمجموا [٣] قولا رماه اللّكن [٤] عن قوس العجمة سهامه ، الحسد فيهم مضطرم النيران ، قد أفسد أمزجتهم فحالت الألوان. فإن سمعوا بفاضل فهو يوم بحران [٥] ، أخرسهم العيّ فعاذوا بالصمّات ، فإن سئلوا سكتوا لا عن كبر ولا عن إخبات [٦] ، ومنهم من أضناه الحسد فالسّكوت منه [٥٠ / آ] سبات. تمالؤوا على كلّ وصف شان ومازان ، وتواطؤوا [٧] على تطفيف المكيال والميزان. فإن عاملهم غريب ، لم يلق منهم إلّا ما يريب ، يتّخذونه هدفا ولكلّ منّهم فيه سهم مصيب ، حتّى يخرج من ماله بغير نصيب. لا ترجى منهم فيئة [٨] إنابة [٩] ، ولا تلفى فيهم فئة رأفة ولا عصابة ، ولا ينفع الغريب في معاملتهم أن يقول : لا خلابة [١٠]. حسبك ببلد أربى في الحسن على البلاد ، وله من الفضيلة كلّ طارف وتلاد [١١] ، وليس به من أهل الفضل إلّا آحاد ، قلّوا عددا واتّحدوا كلّ الاتّحاد. فهم فيهم أقلّ من التّوفيق ، غرباء بينهم في كل معنّى وطريق.


[١] نكّروا : غيرّوا.

[٢] الدّمامة : القبح ، والذّمامة : سوء الأخلاق.

[٣] الجمجمة : أن لا يبين كلامه من غير عيّ.

[٤] اللّكن : عجمة في اللسان وعيّ.

[٥] في الأصل : بوم بحران ، وفي اللسان «بحر» : والأطبّاء يسّمون التغيّر الذي يحدث للعليل دفعة في الأمراض الحادّة : بحرانا ، يقولون : هذا يوم بحران بالإضافة.

[٦] الإخبات : التواضع.

[٧] في ت وط : تواصوا.

[٨] الفيء على ذي الرحم : العطف عليه والرجوع إليه بالبر.

[٩] الإنابة : الرجوع إلى الله بالتوبة.

[١٠] ـ لا خلابة : لا خداع.

[١١] ـ الطارف : المستحدث ، والتّلاد : القديم.

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست