responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 214

وسعة المنار من ركن إلى ركن مئة وأربعون شبرا ، وفي أعلاه جامور [١] كبير عليه آخر دونه ، وفوق الأعلى قبّة مليحة يطلع إليها في درج مشرعة إلى النّواحي ، ولها محراب للصّلاة.

ومن الإسكندريّة إلى المنار برّ متّصل أحاط به البحر حتّى اتّصل بسور البلد ، فلا يمكن الوصول إلى المنار في البرّ [٢] إلّا من البلد وفي هذا البرّ مقابر الإسكندريّة ، وفيها من المزارات وقبور العلماء والصّالحين ما لا يعدّ كثرة.

وفي ما سطّر النّاس من وصف الإسكندريّة ومنارها ، وما ذكروا من عجائب آثارها ما هو الغاية في إتقان الوصف وإجادته ، وما يغني عن تكلّف إعادته ، بيد أنّها الآن بلد زادت صورته على معناه ، واستأثر بالفضائل مغناه ، فهو كجسم حسن لا روح فيه ، أو برد مفوّف [٣] خلا من ملتحفيه ، أو غمد مرقّش [٤] اندقّ الصّارم الّذي كان يخفيه. أكثر أهلها رعاع [٥] ، ضرر بلا انتفاع ، مع سوء أخلاق ، ومرارة مذاق ، وقلوب ربّاها الضّغن [٦] تربية الأولاد ، وجفاها الخير والصّلاح لما عمرها من الشّرّ والفساد ، الخيّر فيهم فعل لا يتصرّف ، والغريب بينهم نكرة لا تتعرّف ، إن رأوه زادوا الوجوه جهامة ،


[١] الجامور : كلمة مولدة تطلق على كرة من النّحاس وتجعل في أعلى المآذن وعلى رأس الخيام الرفيعة ، حاشية طبعة الرباط صفحة ٩٢.

[٢] في ط : البحر وهذا خطأ واضح.

[٣] بردّ مفوّف : أي رقيق موشّى.

[٤] مرقّش : منقط.

[٥] رعاع الناس : سقّاطهم وسفلتهم.

[٦] الضّغن : الحقد.

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست