responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 203

[ذكر برقة]

وبعد مكابدة الأين [١] ، ومعاينة الحين ، ومقاساة غصّة وحرقة ، والسّلو عن ألم وداع وفرقة ، وصلنا إلى القفر القواء أرض برقة [٢]. فوجدنا برّيّة هي أمّ البراري والقفار ، [٣] والموماة المومئة بالإقلال [٤] من وصال الأسفار [٥] ، يستعذب عذابها المنفضّ [٦] من الحجّاج ، كما استعذب الظّمان المورد الأجاج ، امتدّت وطالت ، واشتدت وهالت ، واربدّت [٧] وحالت ، ولو أنشدت لقالت :

[الطويل]

أنا الغول غالت من يطور فناءها

وتخدع بالألطاف طورا وبالبرّ [٨]

فإن أكلوا برّي شربت نفوسهم

وكم بين نفس المرء في الغدر والبرّ [٩]

سكنها [١٠] من الأعراب كلّ فظّ غليظ ، يحرج بجفائه الأحنف [١١] ويغيظ ، حتّى تكاد منه النّفس تغيظ [١٢] ، لا جرم [١٣] إنّهم يقرون النّزيل ، ويوالون


[١] الأين : الإعياء والتعب.

[٢] برقة : مدينة ليبيّة قديمة بين الاسكندرية وإفريقية بينها وبين البحر ستة أميال. انظر ياقوت ١ / ٣٨٨.

[٣][٣] ـ على هامش الأصل : والمهامه التي يحار فيها أرباب الأسفار.

[٤] في ط : بالإحلال.

[٥] المنفضّ : المتفرّق.

[٦] اربدّت : تغيرّت.

[٧] في ت وط : إذا الغول ، وغالت : أهلكت. يطور : يقرب.

[٨] البرّ : حبّ القمح ، والبرّ : الخير والإحسان.

[٩] في ط : سكانها.

[١٠] ـ الأحنف بن قيس سيد تميم وأحد العظماء الفاتحين ، يضرب به المثل في الحلم ، توفي سنة ٧٢ ه‌. له ترجمة في طبقات ابن سعد ٧ ، وفيات الأعيان ٢ / ٤٩٩.

[١١] ـ في ت : تفيض ، وكلاهما بالمعنى نفسه.

[١٢] ـ لا جرم : أتت هنا بمعنى حقّا.

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست