responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 104

[ذكر بونة]

ثمّ وصلنا إلى مدينة بونة [١] ، فوجدناها بلدة بطوارق الغير مغبونة ، مبسوطة البسيط ولكنّها بزحف النّوائب مطويّة مخبونة [٢] ؛ تلاحظ من كثب فحوصا [٣] ممتدّة ، وتراعي من البحر جزره ومدّه ؛ تغار لها العيون من جور النّوائب ، وتأسى لها النّفوس من الأسهم الصّوائب. وقد أزعج السّفر عن حلولها ، فلم أقض وطرا من دخولها. ومن أغرب المسموعات أنّا صادفنا ـ وقت المرور بها ـ زويرقا [٤] للنّصارى ، لا تبلغ عمارته عشرين شخصا ، وقد حصروا البلد حتّى قطعوا عنه الدّخول والخروج ، وأسروا من البرّ أشخاصا فأمسكوهم للفداء بمرسى البلد ، وتركناهم ناظرين في فدائهم. ومن مولانا اللّطيف الخبير نسأل اللّطف بنا في أحكام [٢١ / آ] المقادير.

[ذكر خولان]

ثمّ مررنا على قرية خولان ، ولم يعرّج عليها من صحبنا إنسان ، ولم أر بها ما يتعرّض له ببيان [٥] ، ولا يعمل فيه قلم ولا لسان ، سوى أنّ فناءها رحب المسرح ، وبسيطها أبسط من غيره وأشرح ، ولكنّ أيدي الخطوب قد زوته [٦] فانزوى ، وأظمات أهلها وهم شرّع في الماء الرّوى.


[١] بونة : مدينة جزائرية على ساحل البحر المتوسط ، وتعرف اليوم بعنّابة ، تبعد ١٢٠ ميلا شرق قسنطينة. انظر وصف إفريقيا : ٢ / ٦١.

[٢] تورية بمصطلحات العروض «البحر البسيط» و «الزحافات» و «الطيّ» و «الخبن». والطيّ في العروض حذف الرابع من مستفعلن ومفعولات. ويكون في البسيط والرجز والمنسرح انظر الوافي للخطيب التبريزي : ٢٠٦. والخبن : حذف الثاني الساكن انظر الوافي : ٢٠٦. ومخبونة هنا بمعنى : مقلّصة.

[٣] الفحص : ما استوى من الأرض.

[٤] في ت وط : زورقا.

[٥] في ت : ببنان.

[٦] زوى الشيء : جمعه وقبضه.

نام کتاب : رحلة العبدري نویسنده : أبو عبدالله العبدري    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست