نام کتاب : نهاية النهاية في شرح الكفاية نویسنده : الإيرواني، الشيخ علي جلد : 2 صفحه : 31
قوله: و امّا النقلي: فإلزام
الشارع به: (1) إلزام الشارع بالاحتياط ليس
إلزاما نفسيّا في عرض الواقع، بل ناشئ من فعلية التكليف في ظرف الجهل، و عدم رفع
اليد عنه بسببه. و في الحقيقة يكون إلزامه إرشادا إلى حكم العقل و تنبيها على أن
الحكم بمثابة لا يعذر فيه بالجهل، و يكون منجزا بحكم العقل بمجرد الاحتمال، فيكون
المنجز هو الاحتمال، كما في موارد الدماء و الفروج، كما انّ المنجز هو العلم
التفصيليّ تارة، و الإجمالي أخرى فتأثير كل من العلم التفصيليّ و الإجمالي و
الاحتمال في تنجيز التكليف في عرض واحد عقلي ليس بجعل الشارع، بل قد عرفت: انّ
التنجيز و الحجية لا يعقل أن يكون بالجعل، بل لا بد أن يكون ذاتيا و بحكم العقل.
قوله:
فانّه لا يكاد يصحّ تنزيل جزء الموضوع: (2) لا يخفى أنّ الأحكام لم
تجعل ابتداء بالإنشاءات اللفظية بل هي مجعولة في الواقع مرسومة في اللوح المحفوظ،
و هذه الإنشاءات الصادرة بالخطابات قوالب لتلك الواقعيات، فإذا جعل مؤدّى
الاستصحاب أو سائر الأصول، و كذلك مؤدّى الأمارات، حكما ظاهريا في حق المكلف في
اللوح المحفوظ، و قلنا: بأنّ ذلك يستلزم و يستتبع جعلا آخر في ذلك المقام متعلقا
بالقطع بذلك الحكم الظاهري، و انّه كالقطع بالحكم الواقعي، فيما يترتب عليه من الأحكام،
ثم علمنا: بدليل التنزيل بذلك الحكم الأول، علمنا:
بالدلالة
الالتزامية الثابتة لهذا الدليل بهذا الحكم الثاني.
نعم،
مصداق متعلق الحكم الثاني يتحقق بعد ورود الخطاب بالحكم الأوّل، إذ به يعلم الحكم
الظاهري المجعول موضوعا للحكم الثاني و هذا مما لا بأس به و لا محذور يترتب عليه
على فرض تسليم الملازمة بين الجعلين، إلاّ أنّ الملازمة ممنوعة، فانّه يمكن
التفكيك بين التنزيلين، فينزل مؤدّى الأمارات و الأصول منزلة الحكم الواقعي و لا
ينزل القطع به منزلة القطع بالحكم الواقعي.
و
قد عرفت: انّ تنزيل زيد منزلة الأسد لا يستلزم تنزيل أبيه منزلة أبي الأسد و هكذا،
ليكون أقارب زيد كلهم أسود بهذا التنزيل.
و
بالجملة: لا مانع من جعل الحكم الظاهري و جعل القطع بالحكم الظاهري
نام کتاب : نهاية النهاية في شرح الكفاية نویسنده : الإيرواني، الشيخ علي جلد : 2 صفحه : 31